top of page

التكاليف الخفية لبيئة العمل السامة


اصبحت بيئة العمل الصحية والإيجابية ضرورة لنجاح ونمو الموظفين والمؤسسات على حد سواء. ومع ذلك، يجد الكثيرون أنفسهم متورطين في شبكة من بيئة العمل السامة، وهي مشكلة لا يمكن تجاهلها بسبب تأثيرها العميق على رفاهية الموظفين وصحة المؤسسة.


تتميز بيئة العمل السامة بثقافة السلبية، حيث تسود السلوكيات والممارسات المدمرة مثل المنافسة المفرطة، ونقص التعاطف، وضعف التواصل. إنها المكان الذي يشعر فيه الموظفون بأنهم غير مقدرين، ويعملون أكثر مما ينبغي، ولا يحصلون على الدعم من زملائهم وإدارتهم. يمكن أن تنبع هذه السلبية من مصادر مختلفة، بما في ذلك الإدارة السيئة، ونقص الشفافية، أو غياب الثقة والاحترام بين أعضاء الفريق.

تأثير العواطف السلبية على الأداء الوظيفي


في بيئة العمل، تلعب العواطف دورًا محوريًا في تحديد الإنتاجية والتفاعلات بين الموظفين. العواطف السلبية، مثل القلق والإحباط والغضب، يمكن أن تكون لها تأثيرات مدمرة على الموظف وأدائه في العمل. هذه العواطف لا تؤثر فقط على الرفاهية النفسية للموظف ولكنها أيضًا تقلل من قدرته على التركيز واتخاذ القرارات بحكمة، والتفاعل بشكل إيجابي مع زملائه.

القلق المستمر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وشعور دائم بعدم الكفاءة، مما يؤثر على قدرة الموظف على مواجهة التحديات اليومية في العمل. كما ان الإحباط، الناتج عن توقعات غير واقعية أو نقص الدعم، يمكن أن يؤدي إلى نقص في الحافز، بينما الغضب يؤدي إلى تدهور في العلاقات بين الزملاء، مما يضعف العمل الجماعي والأجواء الإيجابية داخل المنظمة.

التعرض المستمر لجو العمل العدائي لا يؤثر فقط على الحياة المهنية للموظفين ولكن أيضًا يتسرب إلى حياتهم الشخصية، مما يضعف العلاقات ويقلل من الجودة العامة للحياة.



علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لثقافة بيئة العمل السامة تأثيرات ضارة على المنظمة نفسها. غالبًا ما ينتج عنها معدلات دوران عالية للموظفين، حيث يبحث الموظفين الموهوبون عن بيئات عمل أكثر صحة تقدر مساهمتهم ورفاهيتهم. هذا لا يؤدي فقط إلى تكاليف كبيرة من حيث التوظيف والتدريب ولكن أيضًا يؤثر على سمعة المؤسسة، مما يجعل من الصعب جذب أفضل المواهب في المستقبل.

من المهم للغاية أن تعترف المؤسسات بتأثير العواطف السلبية على الأداء الوظيفي وأن تتخذ خطوات فعالة لتقديم الدعم النفسي لموظفيها. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير برامج تدريبية حول إدارة الضغوط، وتشجيع ثقافة العمل الداعمة التي تقدر التواصل المفتوح والتعاطف بين الموظفين. كما يعتبر توفير إمكانية الوصول إلى استشارات نفسية مهنية طريقة فعالة لمساعدة الموظفين على التعامل مع الضغوط النفسية وتحسين أدائهم الوظيفي.


يجب على المؤسسات الاعتراف بأهمية تعزيز بيئة عمل إيجابية واتخاذ خطوات استباقية نحو بناء ثقافة من الاحترام، والشمولية، والتواصل المفتوح. يتضمن ذلك وضع توقعات واضحة، وتوفير الدعم والموارد لرفاهية الموظفين، وتعزيز توازن بين العمل والحياة. من خلال إعطاء الأولوية لثقافة العمل الصحية.

في الختام، بيئة العمل السامة هي مشكلة حرجة تتطلب اهتمامًا فوريًا. تكلفة إهمال رفاهية الموظفين عالية جدًا، سواء للموظفين أو للمؤسسات. من الضروري أن تدرك المنظمات أن العافية العاطفية للموظفين تعتبر أساسًا لبيئة عمل صحية ومنتجة.


تقدم شركة اكتنس برامج متخصصة متكاملة لدعم بيئة العمل من خلال دورات تدريبية ومحاضرات وكوتشج وارشاد نفسي وبرامج دعم المراة.




مدربة ومستشارة عافية الشركات

مؤسسة شركة اكتنس

5 views0 comments
bottom of page