ظاهرة الموظف الحاضر في الدوام والغائب في الأداء والانتاجية
ما الفرق بين من يذهب الى العمل او من يذهب ليعمل؟؟؟؟
هل سبق وان ذهبت الى عملك وانت مريض، لديك صداع، ألم في الظهر، تعب عام، مشغول البال او مشتت الانتباه. بحيث أثرذلك على تركيزك وأداءك في العمل؟ هل من الممكن ان يكون ذهاب الموظف الى العمل فقط لتلقي الراتب ولا يحب عمله! هل العمل تسبب له في الأجهاد النفسي؟ ان الموظف في هذه الحالات يمكن ان يرتكب اخطاء في العمل او يكون اقل قدرة على التعامل مع زملاءه بطريقة ايجابية او المشاركة في حل مشكلة لعميل او التركيز والالتزام بمهمات العمل بوقتها المحدد.
أحيانا يضطر الموظف ان يكون متواجدا خوفا من انفاذ ايام الاجازات المحددة، واحيانا قد يكون السبب عدم تحمل اجازات مدفوعة الأجر حتى ولو كانوا يشعرون بالتعب او المرض.
بعض الموظفين قد يتفاخرون بأنهم لم ياخذوا اجازة طوال العام بحيث يعتبرونه نوغ من الإنجازا حتى يصبح هذا التصرف عادة، وفي الحقيقة هذا ما يجب النظر اليه بانه تصرف ملفت للنظرفيما يأخذ البعض ما تبقى من العمل الغير المنجز الى المنزل، او يضطر للبقاء لساعات أطول في دوامه لأنه يعتقد انه لم يكن لديه الوقت الكافي لإنجاز عمله، اويضع اللوم على بيئة العمل ويصفها بأنها غير مناسبة ولكنه نادرا ما يعتقد ان المشكلة تكمن انه بدء عمله مجهداَ او متوتراً ولا يستطيع انجاز عمله في مكان العمل (الوقت المحدد للعمل في حالة العمل من المنزل )هنا نتحدث عن فقدان التوازن والتشتت في حياة الموظف.

بمجرد ان يصبح الدوام في الحالات المذكورة اعلاه امراً اعتيادا تبدأ النتائج السلبية في الحدوث وهنا يجب أن ننظر الى الموضوع بعمق اكبروخاصة في فترة الكورونا حيث اصبح اكثر تعقيدا من ناحية قياس كفاءة الاداء.
ان معرفة كيفية القياس الحضورالمطلق وهو مقياس الأداء الفعلي فيما يتعلق بالأداء المحتمل، والحضور النسبي وهو نسبة الأداء الفعلي فيما يتعلق بالعاملين الآخرين في نفس الفريق الوظيفي.
في بريطانيا صدر تقرير عن Nottingham Business School ، أن متوسط الوقت الذي يقضيه الموظف في العمل أثناء المرض هو 2.5 أسبوعاَ. ووجدت الأبحاث التي أجراها مركز الصحة العقلية أن الحضور في حالة التعب والتشتت (presentiseem) يكلف الاقتصاد البريطاني 15.1 مليار جنيه إسترليني وكشفت شركة Vitality للتامين في بريطانيا بيانات جديدة أن اقتصاد المملكة المتحدة خسر ما يقارب 92 مليار جنيه إسترليني في عام 2019 كما فقدت الشركات البريطانية ما معدله 38 يوم عمل لكل موظف بسبب الغياب والحضور المرتبطين بالصحة البدنية والعقلية.
وفي دراسة اجراها الاتحاد العام للتنمية البشرية في مصر وبعض الدول العربية على القطاع الحكومي عام 2013. خلصت الى أنّ معدل إنتاجية العامل العربي هو من أقل المعدلات في العالم، بسبب التخلف الاقتصادي . وأن ساعات العمل الحقيقية للعامل أو الموظف في تلك الدول اثناء عمله اليومي الدوام اليومي لا تزيد على 18 إلى 25 دقيقة. وبحسب هذه الدراسة فإنّ متوسط إنتاج العامل المصري 30 دقيقة في اليوم، والجزائري 22 دقيقة، والسوداني 20 دقيقة.

من أجل تشجيع مكان عمل صحي ، تحتاج المؤسسات إلى النظر إلى ما هو أبعد من معدلات الغياب المرضي وحدها وتطوير فهم قوي قائم على الأسباب الكامنة وراء الإجهاد المرتبط بالعمل وانماط السلوك غيرالصحية في مكان العمل . بدون بيانات لتحليل تلك الأسباب ، ستكون الجهود المبذولة لدعم الموظفين وتحسين صحتهم ورفاهيته وقتية وليس لها صفة الديمومة، لذلك تلجأ الدول المتقدمة الى وضع برامج تنفيذية مدروسة طويلة الأمد ترقى الى الاهتمام بعافية الموظفين العقلية والجسدية لتعود بالفائدة القصوى على الموظفين والذي بدوره ينعكس ايجابا على ادائهم .
لذلك يعتبر تهيئة بيئة عمل مناسبة وصحية مخطط لها ضمن استراتيجة ستؤدي حتما الى الحد من هذا التوتر والإجهاد وتجعل الموظف فب حالة من النشاط والحيويو تزيد من انتاجيته وابداعه دون زيادة ساعات العمل وبالتالي ينعكس ايجابا الى اداء العمل وتحقيق الانجازات المتوقعةوالتي تم التحطيط لها مسبقاً.

مواهب الحمصي
مستشارة ومدربة برامج عافية خاصة بالشركات
المدير التنفيذي اكتنس Actness